نبذة عن الشاعر محمد موسى حمادة
- محمد موسى حمادة مواليد 1948 – جنوب لبنان – دير كيفا
- حائز عل إجازة في الأدب العربي – الجامعة اللبنانية
- مدير مكتب الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية
- نائب رئيس جمعية الكشاف العاملي
- عضو جمعية أهل الفكر
- عضو مؤسس في إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان
- عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
- من مؤلفاته الشعرية: (ترانيم على أوتار القلب) ، (فوح الأقاحي) ،( همس الجوى) ،(نهر الغربة)
- كتاب مرجع في اللغة (تحفة الألباب في اللغة والآداب)
- له عدة دراسات أدبية وفكرية واجتماعية
- كتب تحت الطبع: أناشيد الأطفال – أناشيد الكبار – من شميم الشعر – فوائد لغوية- الأدب الأنيق .
الفراشات المهاجـرة
(1)
في وحشة الليل والعشق المدمّـى
أكتب مرثيّة الزّمـن الآتـي
وفي موسم الريـاح
أنتظـر مجييء الأمطـار
لأغتسل كالشوارع القديمـة
إنـي أنتظرك يا مطر الأحبّـة
فلن يوجعنـي الإنتظـار
**************
(2)
مع عشقـي .. اخترت عشق الأرض
لو أنّ جرحي ينزف حبّـاً
يعانق غيم السمـاء
لاخترت الغنـاء
ولثمت تراب الأرض العذراء
من بعيـد..
ألمح وجه حبيبي
فاستريــح
ويرحل عنّي ضبـاب الهم المشبع بالشقـاء
************
(3)
حين أجلس إلى مائدة الذكريـات
تتزاحم أمامـــي أيـام شهيّة
ويعضّني شوق ونهم إلى تلك الأيـام
فأصبح كفرســــان المعـارك
أقاتل حتى النصر
أو القتل كنهر جفّ مـــاؤه
وتلاشت معه كل الأحـلام
*************
(4)
أخشـى .. أن تهجر بيدري
عصافيـر الصيف
حين يتلاشى الحبّ
من بين شقـــوق الأرض
أودّ لو كنت بلا ذاكـرة
حبلـــى بالمواجع
ولا أرى روض حبيبتــــي البهيـــج
قد هجرته الفراشــــات والنحــــل
العاشق لزهـــــر الحقـول
*************
(5)
في وجع الليل تختمر الذكريـات
وعند شاطىء الحلم تنهض أوجاعنــــا
من السّبـات تشدّنــــا إلى الحبّ
أغانــي النوارس وزبـد الموج العفيف
وحين يتكسّر موج الحنيـن
نهيم على وجوهنـا من جديـد
وتضرم نـار العشـــــق
في الوريــــد
ونكتب مرثيـة الزمـن
البعيـد
***********
محمد موسى حمادة
26/10/2016
حـب ّالأيـــــام
(1)
تكبر الأيـام في أجسـادنـا
ويكبر فينـا حبّ الأيـام
ونسـافر مع أعمارنـا
حيـن ننـام
ونشتهي دورة الحيـاة
وضجيج الشبـاب
فلا العمر يستريـح
ولا نستطيع الكـلام
فرس الأعـمار
ترمـح ولا نقوى
على شـد اللجــــام
***********
(2)
أوراق الأشجـار تضحك في ميعة الإخضـرار
وشتـول الزهـر تتراقص
في الأحـواض
حين تنشر عطـر الصبـاح
أعمـار الشتـول
تتبدّل في الفصــول
تمـوت في الشتـاء
وتجهش في البكــاء
وتحيـا من جديــد
في دورة الفصـول
أجسادنـا تموت حين نسافر مع أعمـارنا
ودورة الحيـاة لـن تعــود
فنشتهـي لـو أننـا من الشتـول
**********
(3)
حيـن نتكـىء على كتـف عمـرنـا
ونتوكـأ على عصـا السنين
نكـون قد اجتزنـا ضفة النهـر إلى الأخـرى
ننظـر بارتيـاب إلى الوراء
حيث بساتيـن الشبـاب
ورياض الحيـاة الصاخبـة
وإن تعثّرنـا في العبـور
تمّحـي أحــلام بنفسجيـة
عطـرهـا من شميم الهـوى
وفـوح الياسميـن
*********
(4)
ليتني أمتلك عصـاً أهشّ بهـا
على ذئـاب الخريـف
عن ربيع العمـر
ليتني أمتلك نافـذة في عمـري
أشرّعها أبداً صـوب الجمـال
لأرى الله في نفسي
وإن متّ وسافـرت مع عمـري
ينبت زهـر فـوق قبري
يفوح العطـر من جسدي
ويكبـر فـيّ حبّ الموت
لا حبّ الحيـاة
***********
محمد موسى حمادة
5/1/2014
.شمس الشهـوات
(1)
بيـن تجريـد المحسـوس
وتجسيد المجـرّد
أشتهـي التحليـق في فضـاءات
الجســد
ويغلبنـي شـوق إلى الوصـال
فترتحـل منّـي زفـرات
صوفيـة الهـوى
ويحتاجني الجوى
كمن أعدمـوه
بحبل من مسـد
***********
(2)
نخاصم الريـح إذا هبّت
ونبنـي ” عرازيل ” الدّفء
في الشجـر
نعاتب البرد الزائـر
ولا نخشى المطـر
وحين تلفحنـا شمس الشهـوات
نجـنّ إلى ليلى
ويفضحنـا ضـوء القمـر
*************
(3)
نعـرّي أنفسنـا متى مسّنـا الوهـن
وندّعـي السِّتر عفـافـاً
فلا العـري أسعفنـا
والسّتر صـار الكفـن
أنصفتني الحيـاة مـرّة
بعـد أن زال الشّجـن
ثم قالت : مهنة العشق ثـواب
فامتهن خير المهـن
**********
(4)
كلّمـا سافرنـا إلى الضـوء
تتمثّل العتمـة حوريـة
تشدّنـا إليها زمـر الخطايـا
ويرتفع في سمائنـا غيم
سميـك متلبّـد
يصـارع الشمس بحـراب
سـوداء فيحتجب النـور
وتتهـادى العتمـة
كحوريـة البحـر
التي ترهقنـا
ولا نستطيـع اللحـاق بهـا
فنجلس خلف قضبـان النفس
ننتظـر شمس الشهـوات
************
(5)
بين العتمـة والضـوء صـراع
بيـن الخيـر والشـر صـراع
وبين الفضيلة والرذيلـة صـراع
في خضمّ الصـراعـات
لا شيء نسمّيه الحيـــاد
إمّـا أن نكـون
مع الخيـر لا الشـر
مع الفضيلة لا الرذيلـة
وإن اختـرنـا العتمة طلباً
للنجـاة من تبعـات الرذيلـة
سيفضحنـا الضـوء فكيف النجـاة ؟!
بيـن شمس الفضيلة
وشمس الشهـوات
لا تحلّق في فضاءات الجسـد
فاختـر لنفسك شمسـاً
من الذكريـات ..
***********
محمد موسى حمادة
7/2/2015
نـــأي الحبيب
ما بال „سلْمى” لا تردّ جوابـــا
نأي الحبيب في الفـؤاد أصابــا
أنكـرت غيماً في العشية ساءنـي
حتّى استحال في الصباح ضبابا
ذاك الحنين إلى „سليمى” زادني
عِشقاً عفيفــــاً لا أبالــــي عذابـا
أمهرتها عمراً طروباً مذ نـــأت
وخشيت ماءً أن يصيـر سرابـــا
هي منيتي بين النسـاء وأجلّهــا
إن أقبلتْ ولّـى الأنيــن وغابــــا
قالت „سُليمى” في الحديث مِرّة
لا يرتقي المجد من خاف الحِرابا
أقـــدم فديتك للحبيب تفُـز بــه
لا تبكِ داراً قد تصيـر خرابـــــا
الرمية المثلـى تصيب مقتلاً
ما نفع سهمٍ في الوغـى إن خابـا
سدّد خطـاك لا تكـن متردداً
من سفّه العشاق جهلاً ما أصابا ؟
محمد موسى حمادة
27/12/2015